ماذا لو أشبهني كلُّ البشرِ؟

تمدّدت على الفراشِ دون أن أنيرَ الغرفةَ..  هدوءٌ لذيذٌ يلفُّ المكانَ..  وعتمةٌ محبّبةٌ تبعثُ في روحي وجوارحي السّكينة.. ما أجملَ هذه اللحظات من السّلمِ! لستُ مستعدّةً إلى مقايضتِها بأيّةِ لحظاتٍ أخرى مهما بدت مُغريةً أو مثيرةً للآخرين..

أغمضتُ عينيّ وسبحتُ في خيالاتي وتساءلتُ: ماذا لو أشبهني كلُّ البشرِ؟ ما ستكونُ النّتيجة؟ فكّرتُ قليلا في اتجاهاتٍ مختلفةٍ فانتابني ضيقٌ واكفهرّت ملامحُ وجهي.. على ما يبدو لن تكونَ النّتيجةُ جميلةً أبدا..

سيعمُّ الهدوءُ كلَّ الأمكنةِ وستختفي كتبُ التّاريخِ لأنَّ السّلامَ سيعمُّ الكوكبَ ولن يكونَ هناك داعٍ لكتابةِ أيِّ حرفٍ وستختفي الحدودُ وربَّما.. المنافسةُ.. وبذلك لن يصعدَ أحدٌ إلى القمرِ نكايةً في أحدٍ أو استعراضا..

وستعمُّ البساطةُ وتختفي كلُّ أشكالِ الترفِ.. القصور القيصريّة الفخمة والمباني الفرنسيّة السّاحرة والحدائق البريطانيّة.. مع الأسفِ!

سيسودُ الجانبُ العَمليُّ الحياةَ وستحتفظُ البشريّةُ بشكلِ السيّارةِ الأولى.. أو ربّما ستكتفي بالدّراجةِ.. يا للهول!

ستعمُّ الكتبُ كلَّ المساحاتِ وتنتشرُ الأفكارُ المجنونةُ وسيبلغُ التّفلسفُ عنانَ السّماءِ.

أوووف! أنا ممتنّة جدا للبشرِ لأنهم لا يشبهونني كلّهم..

مهما اعتقدتَ أنّك جميلٌ.. أو مهما كنتَ جميلا.. الشيءُ الوحيدُ الذي يجعلُك كذلك هو أنّك قطعةٌ من الفسيفساء متمايزةٌ باختلافِها وباختلافِ البقيّةِ عنها.. ولكن لو أشبهتك كلُّ القطعِ سيكونُ المشهدُ مملّا حدّ الغثيانِ.

قد يعجبك ايضا