الخالق الحقيقي و الخالق المتخيل

الجزء 6

الخالق الحقيقي و الخالق المتخيل

تحدي الإتيان بالشمس من المغرب

لم أجد في تلك الكتب الدينية وأساطيرها وخرافاتها، ما يدل على أن تلك الآلهة، هي نفسها أنت الذي ضبطت الكون وأحكمت قوانينه فلا تتعطل.
الخالق الذي يخاطبني بلغة مفهومة هي لغة العلم، لغة غير متناقضة ولا مضطربة، لغة يفهمها كل البشر، ليست لغة قبيلة صغيرة، أو لغة شعب منقرضة بائدة.
كتاب الكون الذي تخاطبني من خلاله، يختلف عن كل تلك الكتب المزعومة، وآيات الكون الواضحة الجلية، لا علاقة لها بآيات آلهتهم المزيفة، وكتبها المزعومة.
في كل الحوارات والمناظرات التي يخوضها المتدينون، يجعلون من إنجازاتك أساسا لتشييد بنيانهم، ومنصة لتسويق مشروعهم، فينسبون كل ما أبدعته وضبطته في هذا الكون، لآلهتهم.
يقفز الواحد من هؤلاء، في سباق القفز على المغالطات، من مغالطة لأخرى، بين قانون السببية والأدلة العقلية والحجج المنطقية… ليربط بين أن للكون خالقا، والذي هو أنت. وبين أن اسمك كذا، وتجلس على كذا، وتريد كذا وتأمر بكذا وترغب بكذا وتغضب من كذا وستفعل كذا وكذا وكذا…

لقد سطا مخترعوا الأديان على إنجازاتك، ونسبوها لأصنام صنعوها وأطلقوا عليها أسماء مبتدعة، بعد أن ادعوا أنك تواصلت معهم، في غار أو جبل أو صحراء، وتحدثت معهم بلسان قبيلة أو شعب.
لقد أزروا بك وقللوا من مقامك، وقزموك وأهانوك، وهم يخبرون الناس أنك نزلت لمستوى التحدث بلغة قبيلة أو شعب، وأنك تحرض بعضهم على قتل بعض، وأنك تغضب من تصرفات البشر، وتفرح وتضحك منها أيضا، وأنك تراقبهم في المراحيض وفي غرف النوم، وأنك مهتم بلباسهم وحليهم وزينتهم، والجلدة المحيطة بقضيبهم وشعر عانتهم…
منهم من قال إنك تفرح وتضحك من قطع الرؤوس، وأن عرشك يهتز لأتفه الأسباب، في الوقت الذي لا تكترث لمصائب ومدلهمات تصيب البشر، وتصيب الأبرياء والضعفاء منهم على وجه الخصوص.
ومنهم من ادعى أنك أرسلت ابنا لك لهداية البشر.
ومنهم من ادعى أنك اخترت شعبا من دون البشر، لتجعله شعبك المحبوب.
لقد جعلوك أداة لتحقيق أهدافهم، ومطية للوصول لأغراضهم، استغلوا إنجازاتك في هذا الكون، ونسبوها لآلهة مجنونة ناقصة قاصرة جاهلة، وكلما اعترض أحد على تفاهاتهم وترهاتهم وتناقضاتهم… وحاصرهم بالأسئلة والإشكاليات… أشاروا إلى إنجازاتك، ليغطوا بها على عجزهم عن الإجابة، في أكبر مغالطة عرفها الكون.
اعبد إلهي فهو الذي خلق الكون، اعتنق دينه لأنه هو الذي رفع السماء، اتبع تعاليمه فهو الذي أنزل المطر…
مغالطة إن إلهي يأت بالشمس من المشرق، فأت بها أنت من المغرب.
وإن لم تعبد إلهي وتؤمن بدينه فاخرج من أرضه، ولا تعش تحت سمائه.
ثم ليت آلهتهم تعطيهم أي معلومات صحيحة عن هذا الكون، وتخبرهم عن حقيقة النجوم، وحركة الشمس والقمر، وشكل الأرض…
كل ماتخبرهم به آلهتهم خاطئ، شكل الكون في الأديان مضحك، والمعلومات عن النجوم والشمس والقمر والأرض كلها معلومات صبيانية.

لا توجد أية إشارة على أن قائل ذلك الكلام عن الكون، كائن ينظر من أعلى، بل الإشارات على زنه يتحدث من أسفل، ويحكي ما يرى الإنسان البذوي البسيط، عن قبة سماوية زجاجية مادية، وأرض منبسطة، وشمس تذهب إلى مكان ما ثم تعود، ونجوم صغيرة جدا… ولو كان المقام يتسع لسردنا أخطاء الأديان الكارثية في تصورها الطفولي للكون. ثم يحاول أتباع هذه الأديان أن يقنعونا أن من قال تلك الأخطاء عن الكون هو الذي خلقه.
في ختام هذا الفصل، لن أقول لكم إلا أن الخالق الحقيقي مبدع هذا الكون، يأتي بالشمس من المشرق، فلتأت بها آلهتكم من المغرب، أو لتطفىء نورها إن كنتم صادقين.