ترزح مجتمعاتنا في البلاد الإسلامية تحت وطأة العديد من الإشكالات البنيوية والتاريخية التي ساهمت في إفراز أزمات الواقع الحالي. لذلك، ومن مختلف مرجعياتنا ومشاربنا الفكرية والتنظيمية، ولقناعاتنا الراسخة بضرورة الفعل الإيجابي في المجتمع ودور المجتمع المدني في المساهمة البناءة في خلخلة السائد من أجل مجتمعات أفضل، ارتأينا تأسيس منظمة تجمع الناشطين من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، سواء المقيمين في البلدان الأصلية أو المهاجرين حول أهداف إنسانية ومبادئ تنتصر للإنسان والحياة.
إن دور المنظمة يرتكز أساسا على نشر التنوير على نطاق واسع في مختلف مجالات الحياة، والمساهمة في تقدم عجلة الحرية والعقل، والدفاع عن قيم الحداثة والحرية والمساواة والإخاء والسلام سواء بين الأفراد أنفسهم أو بين الشعوب، كما جاءت بذلك كل المواثيق الدولية والمعاهدات في هذا الباب.
إن:
- قضية حرية الفكر والمعتقد و الاضطهاد الديني.
- موقع المرأة في المجتمع و المعاملات المشينة التي تتعرض لها.
- التمييز على أساس العرق أو اللون
- العبودية التي تشكل عارا على مجتمعاتنا في القرن الواحد والعشرين.
- التمييز على أساس الدين، من خلال المحاكمات التي تطال العديد من الأفراد بتهمة ازدراء الأديان أو الردة.
- مسألة التمييز على أساس الجنس أو الميول الجنسية.
هذه أمور ضمن غيرها تدفعنا أن نتكتل في إطارات لبذل أقصى الجهود لتجاوزها.
إننا نسعى من خلال هذه المنظمة التنويرية إلى إشاعة ثقافة الحرية والحب ونبذ كل أمراض المجتمع التي تقف حاجزا أمام دخولنا إلى دائرة الحداثة وتبقينا رهن ثقافات تقليدانية وجامدة، و نسعى لتحقيق ذلك عبر الفكر وعالم الأفكار من خلال النقاشات المجتمعية المفتوحة أو كل ما يُمَكِنُ من ذلك من ندوات وإصدارات لكتب وغيرها، لإيماننا العميق أن كل تطور رهين بحرية الفكر وبانتشار ثقافة متماسكة غير نخبوية تصل لكل شرائح المجتمع، أو من خلال الفعل المباشر على الأرض، وذلك في الترافع عن قضايا الحرية والتحرر أو مؤازرة ضحايا الاستبداد وإيصال صوتهم للعالم.
وبوجودنا أيضا في الضفة الأخرى، نسعى إلى خلق قنطرة مع الشعوب الأخرى، وإعطاء الصورة الإيجابية عن حركية مجتمعاتنا، فليس هنالك فقط صوت الراديكاليين، بل هنالك أيضا فئة متنورة حداثية تؤمن بالسلام والحرية والتعايش.
إن منظمتنا تأخذ على عاتقها الدفاع عن كل قيم الحرية والتحرر من أجل بناء مجتمعات تقدمية منخرطة في كل ما وصلت إليه البشرية من قيم نبيلة، بدون التحجج بأية خصوصيات ثقافية محلية أو إقليمية. إننا نؤمن، أنه بعملنا المشترك البناء والمسؤول، سوف لن نترك مجتمعاتنا فريسة للتطرف والراديكالية وجماعات الإرهاب والفكر الأحادي المنغلق.
وفي الأخير، نتمنى أن تخرج – بفضل أبناء أوطاننا وحركية مكوناته – مجتمعاتنا من الظلمة إلى النور ، ومن الماضي إلى المستقبل، ومن الموت إلى الحياة. ومعا جميعاً، سنحاول المساهمة في تحقيق ذلك.